زهرةالشمال عضو محترف
المزاج : عدد الرسائل : 1212 الموقع : بغداد العمل/الترفيه : خريجة اكاديمية الفنون الجميلة/قسم التشكيلي /فرع الرسم 100 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 اقامه : بغداد كيف تعرفت علينا ؟ : بالصدفة لم اتغير.. ولن اتغير!
من يريدني حقا" سيبقى بقربي..
ومن تحلو حيآته بفرآقي ..اتمنى له آجمل حيآة!!!]
| موضوع: عابر السـبيل ذو الأثر الجميـل السبت فبراير 09, 2013 12:54 am | |
|
الحياة مجيء بلا موعد ورحيل بلا موعد وليس ما بينهم انتظار .. الخير والشر عنوانان يحكمان حركة الحياة كلّها ، وقد كانا منذ انطلق الإنسان في وجوده في هذا الكون لأن العقل الذي منحه الله للانسان تظهر آثاره في قدرة الانسان على الاختيار ، ومن هنا فإن الفضيلة تعتمد على مدى قدرة الانسان على تبني اختيارات صحيحة ولذلك فأن من أهم أسباب النجاح في الحياة إجادة صنع القرارات واتخاذها في الوقت المناسب في أي جانب من جوانب الحياة المختلفة، سواء في تعاملك مع نفسك أو في تعاملك مع غيرك وكثير من الناس يعملون ، ويجتهدون ثم في لحظة حاسمة من مراحل عملهم يحتاجون لقرار صائب حاسم لكنهم بترددهم وعدم إقدامهم على اتخاذ ذلك القرار أو بسبب عدم معرفتهم وتأهلهم لاتخاذ القرار يضيعون عملهم السابق كله وربما ضاعت منهم فرص لن تتكرر لهم مرة أخرى
قد يتصارع شخصان على حلبة المصارعة للوصول في نهاية المطاف الى فــوز احدهما على الاخــر وفي حياتنا نرى بأنه وقد تختلف وجهات نظر رؤوساء الــدول مؤدية بذلك الى دفــع دولتين او اكثـــر الى حــرب مميتــه يــدفع ثمنهـا شعب لا ذنب له وفي نهاية المطاف تنتصر احدى الدول على الاخــرى . ولكن الصراع لايقتصر في حياتنا على ان يكون بين شخصين او مجموعة اشخاص فهناك صراع مخيف ومهم داخل كل انسان وهو صراع الخير مع الشر .. فداخل كل انسان نصفان يتصارعان هما الخير والشر ويسيطر على نصف الخير الملائكة ومنبعها قوة الايمان بالله عز وجل في كل مكان وزمان ، و في كل شدة وفي كل رخاء يجب ان نلتجأ في قراراتنا الى الايمان بالله عز وجل ..اما على نصف الشر فيسيطر الشيطان ومنبعه قلة الايمان بالله والغوص في الذنوب وعمل المعصيات …
وطريقة الصراع بين كل من الخير والشر داخل الانسان تكون عندما نتعرض لامر معين في الحياة او لأمر مغري وهنا يغوص الانسان في صراع داخلي ( أفعل او لا أفعل ) وقد قالوا سابقاً في كتب قديمة : ( اذا اخطأت فأنت انسان واذا بكيت على الخطأ فأنت قديس واذا تفاخرت بالخطأ فأنت شيطان ) ومن هذه المقوله نستنتج بأن الانسان قد يقع في الخطأ ولكن امامه خياران يتصارعان هما التوبة او الاستمرار في الخطيئة اي الخير او الشر . كلنا نؤمن بالخير، ونريد أن نعمل الخير . ولكننا نختلف فيما بيننا في معنى الخير وفي طريقته. وما يظنه أحدنا خيراً، قد يراه غيره شراً !! لكي نحكم على آي عمل بأنه خير، ينبغي أن يكون هذا العمل خيراً في ذاته، وخيراً في وسيلته .. وخيراً في هدفه ، وبقدر الإمكان يكون أيضاً خيراً في نتيجته . و الواقع ان كثيرين يعملون اعمالا يظنونها خيراً - بنية طيبة - وهى على عكس ذلك ربما تكون شراً خالصاً .
الخير هو ان ترتفع فوق ذاتك ولذاتك ، وأن تطلب الحق أينما وجد ، وتثبت فيه ، وتحتمل لأجله .. الخير هو النقاء والقداسة والكمال
والخير لا يتجزأ ، فلا يكون انساناً خيراً وغير خير في نفس الوقت أي لا يكون صالحاً وشريراً في وقت واحد ، حيث انه الإنسان الخير ليس هو الذي تزيد حسناته علي سيئاته. فربما سيئة واحدة تتلف نقاوته وصفاء قلبه. إن ميكروبا واحداً كاف لأن يلقي إنساناً علي فراش المرض، هو ليس محتاجاً إلى مجموعات متعددة من الجراثيم لكي يحسب مريضاً !! تكفي جرثومة واحدة .. هكذا خطيئة واحدة تضيّع نقاوة الإنسان ينبغي على الأنسان ان يكون خيّراً ، وان يقيس نفسه بكل مقاييس الكمال ، ويعرف نواحي النقص التي فيه ، ويجاهد لكي ينتصر عليها فنحن مطالبون بأن نسير في طريق الكمال حسبما نستطيع لأن النقص ليس خيراً والخير ليس هو فقط أن نعمل الخير .. بل بالأكثر هو ان نحب الخير الذي نعمله ..
فقد يوجد إنسان يفعل الخير مرغماً دون أن يريده ، أو أن يعمل الخير بدافع من الخوف أو بسبب الرياء لكي ينظره الناس ، أو لكي يكسب مديحاً أو لكي يهرب من انتقاد الآخرين ..! وقد يوجد من يفعل الخير وهو متذمر ومتضايق ، كمن يقول الصدق ونفسيته متعبة ، ويود لو يكذب وينجو ، أو من يتصدق علي فقير وهو ساخط وبوده ألا يدفع ! فهل نسمي كل ذلك خيراً ؟
| |
|